قد يرتبط الإنسان أحيانا بعلاقات اجتماعية غير سليمة، تترك في داخله آثارا نفسية عميقة من تعب ونكد وألم 😞، تستمر ما دامت العلاقة قائمة، بل تبقى جراحها حتى بعد انقطاعها، كلما تذكر الإنسان ما عاشه فيها من خداع وزيف وانعدام للقيم الأخلاقية والإنسانية. فكثير من العلاقات تُبنى على شعارات برّاقة ✨ من الحب والمودة والصدق والعطاء والتضحية، بينما حقيقتها لا تعدو أن تكون أنانية وحسدًا وكذبًا ونفاقًا واستغلالًا.
وتتعددت أسباب الوقوع في العلاقات الفاسدة ومن أبرزها:
١- الوثوق بالصدفة: قبول العلاقات التي تنشأ من زمالة أو جيرة أو قرابة دون وعي أو دراسة.
٢- التوثيق بلا تمحيص: توطيد العلاقة مع أشخاص لم تختبر أخلاقهم أو قيمهم.
٣- التّسرع والانخداع بالشعارات: تصديق الكلام المعسول والإدعاءات الكاذبة دون تدقيق 🗣️.
٤- الاستسلام رغم وضوح السوء: الاستمرار في علاقة رغم ظهور عيوب الطرف الآخر استخفافًا بالأمر أو تحت وهم الأمل بالتغيير.
لقد رسم الإسلام لنا طريقًا واضحًا 🕊️، وسنّ منهجًا وقائيًا يحمينا من هذه العلاقات المدمّرة، فحدد الأسس والمعايير التي ينبغي اتباعها عند اختيار الأصدقاء والأصحاب.
فقد أوصى الإمام زين العابدين (عليه السلام) ابنه قائلًا:
“يا بني، انظر خمسة لا تصاحبهم ولا تحادثهم ولا ترافقهم في طريق… إياك ومصاحبة الكذّاب فإنه بمنزلة السراب، يقرب لك البعيد ويبعد عنك القريب… وإياك ومصاحبة الفاسق… وإياك ومصاحبة البخيل… وإياك ومصاحبة الأحمق… وإياك ومصاحبة القاطع لرحمه فإني وجدته ملعونًا في كتاب الله.”
كما قال الإمام علي (عليه السلام) في الشعر المنسوب إليه محذرًا من صحبة الجاهل:
فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإياه
فكم من جاهل أردى حكيما حين آخاه
يقاس المرء بالمرء إذا ما المرؤ ماشاه
وللشيء من الشيء مقاييس وأشباه
وللقلب على القلب دليل حين يلقاه ❤️
إن الصداقة ليست قرارًا عاطفيًّا عابرًا، بل هي اختيار مصيري ينعكس أثره على شخصية الإنسان وسلوكه. لذا ينبغي التروي والتفكير مليًّا قبل الارتباط بأي علاقة، والتمحيص في صفات الطرف الآخر، لأن صديق السوء قد يكون سببًا في ضياع العمر وتجرّع الندم، بينما الصديق الصالح يكون معينًا على الخير 🤝، وزادًا للروح، ودعامةً للحياة 🌿.