Skip to Content
"الفن مرآة الوجدان" 🪞🫀
icon عيسى العيد
16 أكتوبر 2025

author

الفن مرآةٌ تعكس وجدان المشاهدين، وموهبةٌ يهبها الله لمن يشاء 🎨،
أما الدراسة الفنية فهي التي تُهذّب تلك الموهبة وتضع النقاط على حروف الإبداع ✍️.

عندما يبكي شخصٌ ما عند مشاهدته مشهدًا تمثيليًا، فإن ذلك يكون نتيجةً لأمرين:
الأول، هو إبداع الممثل في تجسيد المشهد المكتوب نصًّا بجموده، وتحويله إلى مشهدٍ حيٍّ متحرّك أثّر في وجدان المشاهد تأثيرًا مباشرًا.
فهنا تتجلّى براعة الأداء التي تجعل الكلمة تنبض بالحياة، وتحوّل النص إلى إحساسٍ ملموس 💫.

أما الأمر الثاني، فهو استجابة وجدان المشاهد ومخيلته النابعة من صميم عاطفته ❤️،
التي جعلته يتأثر بالمشهد، وهي نتيجةٌ طبيعية لكل إنسانٍ يحمل حسًّا فنيًا صادقًا.
بخلاف ذلك، لا بدّ أن يراجع الشخص ذاته، لأن غياب التأثر يعني غياب التفاعل الإنساني مع الفن.

وهذا ينطبق في التراجيديا كما في الكوميديا، وخصوصًا كوميديا الموقف التي تنبع من صدق الممثل وتلقائيته،
فتؤثّر في نفسية المشاهد وتستثير ضحكته الصافية 😄.

فالممثل ليس استعراضًا بملابس أو هيئة جمالية،
بل هو شعورٌ وإبداع تتجسّد أمام الكاميرا أو على خشبة المسرح 🎬.
والمشاهد بدوره ليس متلقيًا سلبيًا،
بل ناقدًا فطنًا عليه أن يُعمل وجدانه وعقله النقدي في تحليل الدور،
سواء كان كوميديًا أو تراجيديًا.

ومن خلال هذا التأمل، يستطيع المشاهد أن يخرج برؤية تقييمية للمشهد،
وأن يُعبّر عن رأيه بوعيٍ فنيٍّ ناضج،
لأن الفن في جوهره حوارٌ بين المبدع والمتلقي، بين الإحساس والتأمل، بين الأداء والتأثر.

وهكذا، حين يتجلّى الإبداع الصادق،
تتحوّل الموهبة إلى فعلٍ حيٍّ يصنع أثره في الوجدان،
ويثبت أن الفن ليس تمثيلًا للحياة فحسب، بل هو الحياة ذاتها. 🎭